ديك العريفة وثعلب المضاحي - أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ديك العريفة وثعلب المضاحي - أطلس سبورت, اليوم الخميس 6 مارس 2025 11:27 مساءً

عاد المذّن إلى بيته والليل يقترب من الانتصاف، وهو طالع من الدرجة يونّ ويزفر، سمعته زوجته الملصقة إذنها بخشب البداية، نهضت وتلقّته سدة العابر؛ بسؤالها المعتاد؛ فين كنت سامر يا سبع الغداري؟ أجابها: كنت مع العريفة في صدّة، ودقّ الزير، وصكوا العراضة الميدان عند أرحامنا، فأضافت: وشبك تزفّر وتونون؟ فقال: شواكلي تملّخت من كثر ما رفصت ورقصت قدام العريفة، فاستفهمت زوجته متمهزية به؛ آربُّه كساك عريفتك؟ فقال: لا ما كساني؛ لكن كلما نقزت اسمعه يقول: عاشوا عاشوا، نافدى النطة نافدى النطة ومن هي نطته؛ علّقت: يا كدّ الفلس، وعليّ عنك من رشدك في نفسك!

كان المذّن لشدة حبّه للعريفة، وتعلّقه به؛ ما يدري بيش يرضيه، يصبح يلقط البيض من تحت الدجاج، ويسبّق ليدركه ما بعد تفاول ليفك ريقه ببيض دجاجه، وإذا مخضت مرته حليب بقرتها، فأول صبّة من الحقينة للعريفة، ويوديها بثمرتها تحوم على وجه اللبن كما حب الذرة الخولاني، والزبدة كلما حمستها وحرّقت لها انطلق بها لكبير القرية، في زبديّة ريحتها تبرم الرأس؛ وتنعش المساريب.

كانت زوجة المذّن تتوقع كل شيء من زوجها إلا إهداء (ديكهم العُشاري) للعريفة، لم تتحمّل منه وفشّلته بالحُتار، الله يخذلك فوق ما خذلك عايرته وهو صامت، ولما يئست من ردّه عليها؛ نشدته؛ اعلمني يا كديش، بيش قد نفعك به عريفتك؛ أفتنتانا؛ صبح الله ومساه؛ العريفة يقول، سريت مع العريفة، انعزمت مع العريفة، أربّك بتغدي جنبه عريفة، أحرمتانا ديكنا يا ديكان.

كان الفقيه يرصد علاقة المؤذن بالعريفة، وما ندرت هذي المودة الطارئة بينهما من نحره، والتي تؤثر سلباً على صلته بعريفتهم، كونه الرجل الثاني في القرية، وحاول يسترق الديك، ولكنّ الدِّيك حذر، يقف على طرف سارية تحمل جريد الجناح، ويؤذن كلما شاف الملائكة، ولاحظ أنّ ثعلب المضاحي يبدي ويطمي، من خلف عقشة المجرّة، وعرف أنّ عينه بالديك، فقال في نفسه؛ المهم نفتكّ من الديك بيّد تعطِب، وإلا بناب الثعلب.

برغم حذر ديك العريفة من ثعلب المضاحي، وشعوره بالأمان لبقائه قدام عين راعية البيت، ولكون خلف المجلس مفتوح، وأهل البيت يولمون فطورهم الرمضاني، طبيخة دجر ودراميح.

عندما هجدت السُّيَح، بدأ الثعلب يحتلج في الجرين، يتحرك يمين وشمال، ويدخل تحت الجناح ويخرج بسرعة، وعندما صارت حركته أسرع وعين الديك منه، ورأسه يدرج معه من شرق إلى غرب داخ الديك، وسقط مغشيّاً عليه، والتقطه ونزى به في دمنة مجاورة ليذكيه.

كان الفقيه يتابع المشهد، وعندما طاح الديك بين يدي الثعلب: ردد؛ علوة علوة؛ ليته أشكل، ولحق الثعلب في الدمنة، ورفسه برجله، والتحق نسمة الديك وذكاه بسكينه على غير القِبلة، ونتف ريشه في جرين العريفة، وراح به وشبّ عليه فوق الطباخة، فقالت زوجته؛ ما كنّ صيدك حِرج يا فقيه، فقال: خليه أنا باكله، والله إنك إنتي الحرجة.

ما سمعت زوجة العريفة، في الفجر أذان الديك كما هي عادته، فسألت العريفة؛ الديك وذّن؟ فأجاب: لا سمعته ولا شفته من البارح، وطلب منها تلمح له بين دجاج جارتها (مضحيه) عادت تولول: يا ديكنا ديكاه، أبو الحصين تعشاه؛ يا جعله ما يتهناه.

أقنع الفقيه زوجة العريفة بأنّ (المذّن) هو اللي التقط الدِّيك، وعلّل سرقته، بأنه يودّ يرضي صبيّته، ولذا رجع في هديّته، ونقلت زوجة العريفة للعريفة إن زوجة المذّن تنذّر به؛ وتكشف رأسها للسما وتدعي عليه؛ دعا ترتعد منه قلوب اللي يخافون ربي، فخُبثت نفسه على صاحبه؛ خصوصاً بعدما راحوا عيال بنته يبكون، وأبلغوا جدّهم العريفة أن (ديكان) شمّطهم بمطرق رمّان، واحتط عمايمهم من فوق روسهم.

لقيه في طريق المسيد، وعزّم ما عاد يقاريه السّلام، وبغى يسلّم في كفه؛ فسحب يده، وقال: صلخت جلود السفان بمطرقك، عشان تحمضوا بغضروفين لوز، فردّ عليه: مالك إلا اللي يرضيك واللوز فداكم، فقال العريفة: والله لو تغدي من ساسك إلى عفاسك لوزة، وتحقل وسط بيتنا ما يجي لك قابليّة يا حبيني.

طلب من زوجته إذا أقبل المذّن بعد التراويح وتقعفز جنب الملّة تزيد الحطب لين تطفر المصفاة، ويتفرعه الرماد؛ لكنّ المذّن ما كنّه شاف شيء، وما رُشقت الدلّة إلا والعريفة والفقيه داخلين متلازمين بالأيدي؛ تلفت فيهم؛ ولا لقوه لا وجه راضي؛ فقال العريفة: وش بدعت اليوم يا فقيهنا؟

فبدع الفقيه:

(لا تردد ولو كثّر عليك اشوراك

حطّ حُبّانك الفُرعة على حبّنا)

ردّ العريفة:

(قل لديكان ليش المحقرة وش وراك

ما جبرناك يا الفاغر على حبنا)

فالتقط المذّن مشعابه، واعطاها المسبولة، وهو يهرّج نفسه، مردداً: ما تدوم إلا لواليها.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق