زعماء الاتحاد الأوروبي يقتربون من الموافقة علي خطة دفاعية بقيمة 800 مليار يورو   - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة (خاص عن مصر)- يستعد زعماء أوروبا للموافقة على خطة دفاعية تاريخية بقيمة 800 مليار يورو تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية لأوروبا.

تشكل الخطة استجابة مباشرة للمشهد الجيوسياسي المتطور، بما في ذلك الحرب الجارية في أوكرانيا والديناميكيات المتغيرة مع الولايات المتحدة.

على الرغم من المعارضة المحتملة من رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، فإن الإجماع بين زعماء الاتحاد الأوروبي واضح: يجب على أوروبا الاستثمار في دفاعها الخاص للحفاظ على السيادة وحماية السلام.

لحظة فاصلة لدفاع أوروبا

من المقرر أن تنتج القمة الطارئة في بروكسل، التي دعت إليها المفوضية الأوروبية، قرارًا تاريخيًا بشأن الإنفاق الدفاعي الأوروبي.

وصفت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خطة الـ 800 مليار يورو بأنها “لحظة فاصلة لأوروبا”، ويهدف الاقتراح إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي لأوروبا في الدفاع، والحد من التبعيات الاستراتيجية، وتعزيز استعدادها العسكري الشامل ردًا على الإجراءات العدوانية لروسيا ومشهد التهديد المتطور.

أكدت فون دير لاين على إلحاح الموقف، مؤكدة أن أوروبا يجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وضمان قدرة أوكرانيا على مواصلة كفاحها من أجل السيادة. وقالت في إشارة إلى الحاجة المتزايدة إلى الحكم الذاتي الأوروبي في المسائل الدفاعية: “لا يمكننا الاعتماد فقط على القوى الخارجية”.

خطة 800 مليار يورو: المكونات الرئيسية

تتضمن حزمة الدفاع البالغة 800 مليار يورو مخطط قرض بقيمة 150 مليار يورو مضمون بأموال غير مستخدمة في ميزانية الاتحاد الأوروبي وأحكامًا لزيادة المرونة في القواعد المالية للاتحاد الأوروبي، والتي من شأنها أن تفتح الباب أمام 650 مليار يورو إضافية للإنفاق الدفاعي.

تهدف هذه الخطة الشاملة إلى تحديث البنية التحتية العسكرية في أوروبا وإعادة تسليح القارة، وضمان قدرتها على العمل بشكل مستقل في مواجهة التهديدات المتزايدة.

في تطور مهم، وافق شركاء الائتلاف القادمون في ألمانيا، بما في ذلك الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي، على تعديل القواعد المالية للبلاد – المعروفة باسم “فرامل الديون” – للسماح بإنفاق أكبر على الدفاع.

هذا يمثل تحولًا كبيرًا في موقف ألمانيا الحذر تقليديًا بشأن الإنفاق العسكري، وقد التقى المستشار المنتظر فريدريش ميرز، الذي أصبح من دعاة زيادة الإنفاق الدفاعي، مع فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا قبل القمة لمناقشة التغييرات.

اقرأ أيضا.. جدل في أوروبا حول تسليح أوكرانيا باستخدام 300 مليار دولار من الأصول الروسية

التحديات والانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي

في حين يبدو أن خطة الـ 800 مليار يورو جاهزة للنجاح، إلا أن هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها، فقد برز رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان كمعارض رئيسي، حيث هدد باستخدام حق النقض ضد أي استنتاجات للاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا لا تتوافق مع دعواته لإجراء محادثات سلام مباشرة بين أوروبا وروسيا.

يتماشى موقف أوربان مع معارضته الأوسع لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الدعم العسكري المستمر لأوكرانيا.

وأثارت هذه المعارضة مخاوف بشأن قدرة الاتحاد الأوروبي على التصرف بشكل حاسم في مسائل الأمن والدفاع.

أكد الرئيس الليتواني جيتاناس نوسيدا على ضرورة أن يجد الاتحاد الأوروبي طرقًا للتغلب على مثل هذه المعارضة، محذرًا من أن الاتحاد لا ينبغي أن يسمح للانقسامات الداخلية بمنع التحرك السريع، “إن التاريخ سوف يعاقبنا إذا لم نتحرك”، هذا ما صرحت به نوسيدا، مؤكدة أهمية الوحدة في هذه المرحلة الحرجة.

دعوة بولندا للردع النووي

لقد برزت قضية الردع النووي أيضًا في المقدمة خلال القمة، مع اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوسيع المظلة النووية الفرنسية لتشمل دولًا أوروبية أخرى، أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن دعمه لهذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها قد تشكل جزءًا من استراتيجية أوسع لتنسيق القدرات الدفاعية الأوروبية.

يشير هذا الاقتراح، جنبًا إلى جنب مع موقف ألمانيا المتغير بشأن الإنفاق العسكري، إلى مرحلة جديدة في نهج أوروبا تجاه احتياجاتها الأمنية.

مستقبل الإنفاق الدفاعي الأوروبي

على الرغم من الزخم الإيجابي، أوضح مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن خطة الـ 800 مليار يورو ليست سوى بداية لاستراتيجية أوسع لتحويل القدرات الدفاعية الأوروبية، لا تزال العديد من جوانب الخطة، بما في ذلك مقترحات الاقتراض المشترك الجديد أو سندات اليورو، مثيرة للجدل، وخاصة في ألمانيا.

كرر المستشار أولاف شولتز معارضته لمثل هذه التدابير، مما يعكس التعقيدات التي ينطوي عليها تحقيق التوازن بين الإنفاق الدفاعي والحصافة المالية.

مع تقدم الاتحاد الأوروبي، سيكون دمج استراتيجية دفاعية قوية وموحدة ضروريًا لضمان أمن القارة، ورغم أن الخطة التي تبلغ قيمتها 800 مليار يورو تاريخية، إلا أنها قد لا تمثل سوى الخطوة الأولى في عملية أطول لإعادة تسليح أوروبا والتكيف مع الحقائق الجيوسياسية الجديدة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق