رغم حالة التوتر التي تشوب مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، إلا أن الوضع لا يزال هادئًا نسبيًا مقارنةً بالضفة الغربية، التي تواجه منذ أسابيع آلة الحرب الإسرائيلية، مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين من المخيمات، إلى جانب تدمير البنية التحتية والمباني.
وفي مشهد غير مألوف لم يحدث منذ أكثر من عقدين، استخدم الجيش الإسرائيلي عددًا من الدبابات داخل جنين، شمال الضفة الغربية، وتحديدًا في حي "الجابريات"، مما أجبر الآلاف من السكان على النزوح قسرًا من منازلهم.
كما كثف الجيش الإسرائيلي استهدافه لمخيمات المدن الشمالية بالضفة الغربية، وسط مخاوف من امتداد "السور الحديدي" إلى محافظات الوسط والجنوب، في ظل تلويح اليمين المتطرف الإسرائيلي بفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء واسعة من الضفة.
وتسيطر حالة من القلق المتزايد على الفلسطينيين في الضفة، بسبب احتمال استمرار الهجمات الإسرائيلية على مخيمات ومدن الضفة لأسابيع قادمة، وسط مخاوف من أن تلقى البنية التحتية والمباني مصيرًا مشابهًا لما حدث في جباليا وخان يونس خلال الحرب في غزة.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن رئيس مجلس "يشع" للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة، أنه يضغط على نتنياهو لتطبيق تكتيكات جيش الاحتلال في غزة على الضفة الغربية، بهدف استئصال ما سماه "البنية التحتية الإرهابية المزدهرة الممولة من إيران".
ويبدو أن نتنياهو، الذي بدأ يفقد تدريجيًا دعم الأحزاب الدينية المتطرفة، يسعى لاستعادة ثقتها عبر فتح جبهة جديدة ضد ما يصفه بـ"أذرع إيران في الضفة"، في محاولة للإفلات من خسارة رئاسة الحكومة ومواجهة المحاكمة في قضايا الفساد التي تلاحقه.
ومع تصاعد هذه التطورات، يبقى القلق قائمًا حول مستقبل الأوضاع في الضفة الغربية، في ظل وجود نية مبيّتة لدى إسرائيل لشن حملة واسعة النطاق قد تشمل جميع محافظات الضفة.
0 تعليق