نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوادي الجديد تحيي ذكرى الدكتور محمد صالح بعد 12 عامًا على رحيله - شبكة أطلس سبورت, اليوم الاثنين 3 مارس 2025 11:57 صباحاً
"الدكتور والكاتب والفلاح": هكذا عاش.. وهكذا خُلدت ذكراه..
أسرة الراحل تجدد العهد وتطمح لتوسيع المسابقة لتشمل الجامعة
تكريم الفائزين في مسابقة صالح للعلم.. نموذج للشراكة الناجحة مع التعليم
"بوابة الجمهورية أون لاين" تابعت أحداث القصة المصرية المضيئة من أبعد نقطة عن العاصمة القاهرة، حيث النخيل يشمخ والمياه الجوفية الساخنة تروي عطش الرمال لتنمو وتختال بين المروج وتلال الأشجار الباسقات في قلب الصحراء بالوادي الجديد. وعلى الرغم من مرور عقد ونيف على رحيله، إلا أن ذاكرة الدكتور محمد صالح وأعماله تزداد تألقًا يومًا بعد يوم، لتعود من جديد في ثوب التخليد وتذكير الأجيال بما صنعته أفكاره وكتاباته من غرس وثمار تضاف إلى سجل الراحلين من كبار الشخصيات الواحاتية المؤثرة في التاريخ الثقافي الحافل بالعطاء.
وكما قالت نجلته ورددت من بعدها أفواه من تتلمذوا على يده ونهلوا من علمه: "ما مات من زرع الفضائل في الورى، بل عاش عمرًا ثانيًا تحت الثرى"، هكذا كان الدكتور محمد صالح، كالغيث المبارك ينفع أينما نزل، نموذجًا للمروءة والزهد، والذي حظي بمكانة مميزة في قلوب أهله وأبناء عشيرته، حيث أحبه الناس وأحبهم.
تعود أدرج الحديث إلى قرابة الـ 35 عامًا وما كان عليه ابن قرية أسمنت، الدكتور محمد أحمد صالح، أستاذ المناهج وطرق تدريس الرياضيات بكلية التربية بجامعة الزقازيق، نقلاً عن أبنائه وعدد من المقربين حول شخصيته الجذابة، وإطلالته المشرقة، علاوة على حديثه الرقيق، ووجهه الباسم، وحضوره الطاغ بين طلابه.
قصص وروايات تناقلتها الأجيال، وهو الابن البار والأديب والفلاح، والذي لم يلتق به الكثيرون، لكنهم أصبحوا عشاقًا لهذا الإنسان الواحاتي الأصيل النبيل، من خلال ما قرأوه وسمعوه عنه، وما قرأوه له من مؤلفات أدبية قيمة، وما عرفوه عن بذله وعطائه في كافة أوجه الخير والعلم وخدمة أهل بلده.
عاش الدكتور محمد صالح 70 عامًا، قضاها يرسم طريقًا في وعثاء السفر، ينبغ ويتفوق في تحصيل العلم والمعرفة، حتى حصل على أعلى الشهادات العلمية، وصار علمًا من أعلام جامعة الزقازيق. ترك إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا، تجلى في مؤلفات مثل "نخيل التمر"، "طريق الاستقامة"، "أشواق المحبين"، "وقفات مع النفس"، و"ديوان النخيل"، وغيرها.
وفي إطار تخليد ذكرى الدكتور محمد صالح ودعم المواهب الطلابية، أقامت الإدارة التعليمية بالداخلة، بالتنسيق مع مديرية التربية والتعليم بالوادي الجديد، مسابقة ثقافية بين طلاب المدارس في المراحل المختلفة، حول أعمال الراحل، والتي جاءت بالتنسيق مع توجيه المكتبات. شهدت المسابقة مشاركة واسعة من الطلاب بإجمالي 217 طالبًا، وتم تصعيد 45 طالبًا للتنافس في الجولة النهائية، والتي أقيمت بالمركز الاستكشافي للعلوم، لاختيار 30 فائزًا. وقد تم إعلان أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز المقدر قيمتها بـ 10 آلاف جنيه.
وحول نتائج المسابقة الثقافية، قال أيمن حنفي، مدير تعليم الداخلة، إن تخليد ذكرى الدكتور محمد صالح من خلال مسابقة ثقافية ليست مجرد فعالية عابرة، بل هي استثمار حقيقي في عقول أبنائنا الطلاب، وتجسيد لرسالة التعليم السامية في بناء جيل مثقف وواعٍ، مشيرًا إلى ما حققته المسابقة من شغف كبير بين الطلاب للمشاركة والتعبير عن أفكارهم، وهو ما يؤكد صحة الطريق على الدرب الملائم في دعم المواهب وتشجيع الإبداع.
يرى علي عبد الكريم، موجه أول المكتبات بتعليم الداخلة، أن هذه المسابقة تمثل إضافة نوعية للأنشطة الثقافية التي تنظمها الإدارة التعليمية، مؤكدًا حرصه على وضع معايير تقييم دقيقة وشفافة، لضمان اختيار أفضل الأعمال المشاركة، وتشجيع الطلاب على القراءة والبحث والاطلاع. وأردف مستطردًا: "لقد أثبتت هذه المسابقة أن لدينا جيلًا واعدًا يمتلك قدرات هائلة في الكتابة والتعبير، ونحن ملتزمون بتوفير كل الدعم اللازم لهم لصقل مهاراتهم وتنمية مواهبهم."
أوضح عبد الكريم ، أنه تم تقييم المتسابقين واختيار الفائزين بناءً على استمارة تقييم وضعت من قبل توجيه عام المكتبات بالمديرية، لافتًا إلى تجاوز عدد المقالات المشاركة نحو 217 مقالًا، وتم ترشيح أفضل 15 مقالًا من كل مرحلة للتصفية النهائية، حيث تم إجراء مقابلة شخصية للطلاب المرشحين وتقييمهم. وقد رصدت الإدارة جوائز مالية وعينية للمتفوقين بقيمة 10,000 جنيه.
وبدورها أعربت نجلة الدكتور محمد صالح، والتي تعمل بالتدريس، عن سعادتها وتقديرها الكبيرين لما أفرزته هذه المسابقة من تعاون مثمر ونتائج بحثية تعبر عن هوية وفكر الطلاب على اختلاف المراحل والأعمار السنية، قائلة: "لا أجد من الكلمات ما يعبر عن مدى سعادتي وفخري بتخليد ذكرى والدي بهذه المسابقة." وأردفت: "إنه لشرف عظيم أن نرى اسمه يتردد في أروقة العلم والمعرفة، وأن نرى جهوده وإسهاماته تُلهم الأجيال الشابة."
وكشفت مي محمد صالح عن أمنياتها المستقبلية بتوسيع نطاق المسابقة لتشمل جامعة الوادي الجديد، وأن نصل إلى شرائح مختلفة من الطلاب، مضيفة أن ذلك من شأنه أن يزرع فيهم حب العلم والأدب والقيم التي كان والدها يدعو إليها ويؤمن بها، مجددة عهدها والتزامها بما ترك لها والدها من إرث يستحق التذكير بقولها: "سنظل على العهد، نسعى جاهدين لتخليد ذكراه، ونشر فكره، وخدمة وطنه، كما كان يفعل دائمًا."
هذا ولم تقتصر الفرحة على الطلاب الفائزين فقط، بل امتدت لتشمل أهاليهم الذين أعربوا عن فخرهم وسعادتهم بفوز أبنائهم، مؤكدين بأن المسابقة تعكس مدى الوفاء وقوة الصلة رغم انقطاع الزمن وبعد المسافات بين الأبناء والآباء، وأنها دليل على أن ذكرى الدكتور محمد صالح ستظل حية في قلوب الجميع.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق