كشفت تقارير صحفية أن مدينة الصنمين في محافظة درعا، جنوب سوريا، تشهد تصعيدًا عسكريًا متواصلاً منذ الثلاثاء حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام الداخلي وقوات وزارة الدفاع من جهة، ومجموعة مسلحة شخص يقودها يدعى محسن الهيمد من جهة أخرى.
وأسفرت المواجهات حتى الآن عن سقوط 13 قتيلًا وعدد من الجرحى، وسط توتر أمني غير مسبوق في المدينة، في وقت يترقب فيه السكان مصير مدينتهم التي تعاني من موجات عنف متكررة.
بداية الاشتباكات في درعا
بدأت المواجهات بعد رفض مجموعة محسن الهيمد تسليم أسلحتها أو الخضوع لإجراءات أمنية جديدة، ضمن حملة تقودها قوات الأمن العام الداخلي في درعا بهدف الحد من الفوضى الأمنية التي تشهدها المنطقة منذ سنوات.
وتعد هذه المجموعة واحدة من التشكيلات المسلحة التي نشأت خلال فترة سيطرة الفصائل المعارضة، لكنها دخلت في تسويات أمنية مع النظام السابق بعد عام 2018، ما منحها حرية العمل في مناطق واسعة من المحافظة.
من هو محسن الهيمد قائد الجماعة المسلحة في درعا؟
محسن الهيمد، الذي يقود المجموعة المسلحة في الصنمين، كان في السابق أحد القادة المحليين المرتبطين بتنظيم “داعش”، حيث اتُهم بتنفيذ عمليات ضد الفصائل المعارضة والنظام السوري على حد سواء.
وبعد سيطرة النظام السابق على درعا، خضع لتسوية أمنية مع جهاز الأمن العسكري، ليصبح لاحقًا أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة، مستفيدًا من تحالفاته مع الأجهزة الأمنية التي استخدمته في تصفية خصومها.
ورغم ارتباطه بالأجهزة الأمنية، استمرت مجموعته في تنفيذ عمليات اغتيال وخطف وابتزاز بحق المدنيين والمقاتلين السابقين في فصائل المعارضة، وهو ما جعلها محل استهداف متكرر من قبل الجهات الأمنية والعسكرية في المحافظة.
ووفق تقارير محلية، فإن المجموعة تأوي في صفوفها عناصر سابقين من “داعش”، كانوا قد انتقلوا إلى درعا بعد هزيمة التنظيم في مناطق أخرى من سوريا.
تداعيات اشتباكات درعا
الاشتباكات المستمرة منذ يومين تسببت في حالة من الذعر بين المدنيين، حيث سجلت إصابات في صفوف الأهالي، بينما نزحت بعض العائلات من مناطق المواجهات إلى أماكن أكثر أمانًا.
وطالب السكان بضرورة وضع حد للفوضى الأمنية ونزع السلاح من المجموعات المسلحة التي تسببت في اضطراب الأوضاع الأمنية بالمدينة، وسط مخاوف من استمرار العنف لفترة أطول.
اتهامات سابقة لمجموعة الهيمد
تُتهم مجموعة محسن الهيمد بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف وتصفية حسابات مع جماعات أخرى، وكان لها دور في صراعات مسلحة شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية.
وفي أبريل الماضي، نفذت المجموعة هجومًا أسفر عن مقتل 12 عنصرًا من مجموعة محلية أخرى، إلى جانب سقوط مدنيين، بينهم أطفال.
وبحسب مصادر أمنية، فإن المجموعة استخدمت مبانٍ سكنية للتحصن خلال المواجهات الحالية، وهو ما دفع القوات الحكومية إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لإخراجهم من مواقعهم، كما شهدت المدينة فرض حظر تجوال جزئي خلال الساعات الماضية، لمنع امتداد المواجهات إلى مناطق أخرى.
ما مصير درعا بعد هذه الاشتباكات؟
وبحسب تقارير فإن المواجهات الدائرة تفتح الباب أمام سيناريوهات عدة، فإما أن تتمكن الحكومة من فرض السيطرة الكاملة على المدينة عبر الحسم العسكري، أو أن تجري مفاوضات جديدة مع المسلحين لإنهاء القتال وتسليم الأسلحة ضمن تسوية محلية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل محاولات توسيع نطاق الاستقرار في درعا، بعد سنوات من التوترات الأمنية التي شهدتها المحافظة نتيجة لوجود مجموعات مسلحة متفرقة لا تزال تحتفظ بأسلحتها، وهو ما يجعل مستقبل المدينة مرهونًا بمآلات الاشتباكات الجارية حاليًا.
اقرأ أيضا
بميزانية مليار دولار.. كيف تخطط إسرائيل لتفتيت سوريا عبر بوابة الدروز ؟
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق