تُعد الترسانة الصاروخية الروسية من بين الأكثر تطورًا وخطورة في العالم، حيث تمتلك موسكو مجموعة من الأسلحة الاستراتيجية التي تُشكل تهديدًا حقيقيًا لأي خصم محتمل. ومن بين هذه الأسلحة الباليستية وصواريخ كروز فائقة السرعة، يبرز صاروخ “كينجال” الجوي وصاروخ “تسيركون” البحري، واللذان يُعتبران من أكثر الصواريخ تطورًا وصعوبة في الاعتراض.
صاروخ كينجال (الخنجر) الباليستي
المواصفات والقدرات صاروخ كينجال
صاروخ كينجال، والذي يعني اسمه “الخنجر”، هو نسخة مطورة من الصاروخ الباليستي الروسي “إسكندر”، لكنه يتميز بكونه يُطلق من الجو. تُحمل هذه الصواريخ بواسطة مقاتلات “ميج-31” الاعتراضية، المعروفة بسرعتها العالية وقدرتها على تحمل الأوزان الثقيلة، نظرًا لحجم الصاروخ ووزنه الكبير حسب وكالة سبوتنيك الروسية.
– المدى: يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، بينما توجد نسخة مطورة يصل مداها إلى 3000 كيلومتر تُطلق من القاذفات الأكبر حجمًا.
– السرعة: يحلق بسرعة مذهلة تصل إلى 10 ماخ (أي عشرة أضعاف سرعة الصوت).
– الرأس الحربي: يحمل رأسًا حربيًا بوزن 500 كيلوجرام، مما يتيح له تدمير الأهداف المحصنة تحت الأرض مثل مراكز القيادة والسيطرة ومستودعات الأسلحة والذخيرة.
– التوجيه: يعتمد على القصور الذاتي والملاحة بالقمر الصناعي، مما يُعزز دقة إصابته للأهداف.
- صاروخ كينجال محمل على مقاتلة ميج-31
القدرات الهجومية والمناورة
يتمتع “كينجال” بقدرة عالية على المناورة في الجو، مما يجعله قادرًا على تجاوز أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية. وقد أثبت الصاروخ فعاليته القتالية من خلال استخدامه في أكثر من مناسبة خلال الحرب الروسية الأوكرانية. وأظهرت مقاطع الفيديو التي التقطها المدنيون في أوكرانيا سرعة الصاروخ الهائلة وقوة الانفجار الناتج عن ضرباته.
ثانيًا: صاروخ “تسيركون” (الصاروخ البحري الشبح)
المواصفات والقدرات
صاروخ “تسيركون” هو أحد الأسلحة الاستراتيجية الجديدة لروسيا، ويُعد بمثابة “اليد الطولى” لموسكو في البحار، بفضل سرعته العالية وقدرته الشبحية التي تُصعّب اكتشافه واعتراضه.
– المدى: يصل إلى 1000 كيلومتر.
– السرعة: يحلق بسرعة تصل إلى 9 ماخ.
– الرأس الحربي: يُمكنه حمل رأس حربي بوزن يتراوح بين 300 و400 كيلوجرام.
– التوجيه: يعتمد على القصور الذاتي والملاحة بالقمر الصناعي، بالإضافة إلى باحث راداري نشط يُعزز دقة الإصابة.
- صورة توضيحية للصاروخ الروسي تسريكون
طرق الإطلاق والقدرات الهجومية
يُمكن إطلاق “تسيركون” من مجموعة متنوعة من المنصات البحرية:
– قطع السطح: مثل الفرقاطات والمدمرات عبر خلايا الإطلاق العمودي (VLS).
– الغواصات: عبر فتحات إطلاق الطوربيدات الأمامية.
يتميز الصاروخ بقدرته على إصابة الأهداف البرية والبحرية معًا. أثناء تحليقه، يُحافظ على ارتفاعات تصل إلى 30 كيلومترًا فوق سطح البحر، وعند اقترابه من الهدف ينخفض ليحلق على مستوى قريب جدًا من سطح الماء، مما يُصعّب على الرادارات اكتشافه والتصدي له.
- خلال إطلاق صاروخ تسريكون من فرقاطة ادميرال غرشكوف من خلايا الاطلاق العمودي
الخطورة والتهديد الاستراتيجي
يشكل كل من صاروخي “كينجال” و”تسيركون” تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي الحديثة:
– سرعة فائقة: تجعل من الصعب جدًا على أنظمة الدفاع التقليدية اعتراضهما.
– قدرة المناورة: خصوصًا لدى “كينجال”، تُقلل من فرص إصابته بصواريخ الدفاع الجوي.
– التوجيه والدقة: بفضل الملاحة عبر الأقمار الصناعية والباحثات الرادارية النشطة، يُمكن للصواريخ إصابة الأهداف بدقة كبيرة.
تعكس صواريخ “كينجال” و”تسيركون” مدى التطور العسكري الروسي في مجال الصواريخ فائقة السرعة. ومع استمرار التوترات العالمية، يُشكل امتلاك مثل هذه الأسلحة ورقة ضغط استراتيجية في يد موسكو، ويُجبر الخصوم على إعادة حساباتهم الدفاعية والهجومية على حد سواء.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
0 تعليق