رفع محرك البحث العالمي جوجل اليوم السبت، شعار دعم المرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وخصص شعاره المتغير (الدودل) للاحتفاء بإسهامات النساء في هذه المجالات العلمية المهمة، بهدف تسليط الضوء على تحديات التفاوت بين الجنسين، والذي لا يزال واضحاً رغم كل التطورات.
ربما تشاهد ايضا
وتأتي هذه المبادرة في توقيت بالغ الأهمية، خاصة مع استمرار هيمنة الرجال على قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، منذ ظهورها في عصر التنوير بالقرن الثامن عشر، حيث ظلت مشاركة النساء محدودة لأسباب تاريخية واجتماعية.
ويؤكد الباحثون اليوم أهمية معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الاختلال، وتعمل فئة واسعة من العلماء على مواجهة هذه الظاهرة عبر ابتكار حلول عملية لتجاوز التمييز المجتمعي، لا سيما أن مجالات STEM تعد من بين أكثر المهن مكانةً وأعلى أجراً حول العالم.
جهود دولية لرصد الفجوة ومعالجتها
تبذل منظمات دولية بارزة مثل اليونسكو، والمفوضية الأوروبية، ورابطة الأكاديميات وجمعيات العلوم الآسيوية “AASSA”، جهوداً مكثفة لمعالجة مشكلة ضعف تمثيل المرأة في المجالات العلمية وتؤكد الخبيرة آن هيبنر كوبلتز ضرورة التعامل بحذر مع البيانات الإحصائية، بسبب اختلاف المعنى الاجتماعي بين الدول رغم استخدام نفس المصطلحات.
خريطة المشاركة النسائية في العلوم
سجلت أفريقيا جنوب الصحراء مؤشرات إيجابية، حيث تصل نسبة مشاركة المرأة في المجال التكنولوجي إلى حوالي 30%، متفوقة بذلك على بعض المناطق الأكثر تقدماً من الناحية الاقتصادية.
أما في آسيا، فالوضع يختلف بشكل كبير بين المناطق الفرعية، حيث تبلغ نسبة الباحثات في شرق آسيا وجنوب آسيا وغرب آسيا نحو 20% فقط بينما تسجل آسيا الوسطى رقماً أكثر إيجابية بنسبة تصل إلى 46%، مع استثناءات مميزة في دول مثل كازاخستان وأذربيجان، التي تتجاوز فيها نسبة الباحثات نسبة الباحثين الذكور.
إندونيسيا نموذجاً للتحديات والنجاحات
تشكل إندونيسيا حالة فريدة، إذ تسعى الحكومة هناك لتعزيز مشاركة النساء من خلال برامج رسمية لوزارة التعليم والثقافة، لكن ما تزال التقاليد والقوالب النمطية تشكل عائقاً كبيراً أمام تقدم النساء في المجالات العلمية.
وتُظهر الأرقام تفاوتاً واضحاً في إندونيسيا، حيث ترتفع نسبة الطالبات في تخصصات مثل الصيدلة وعلم الأحياء، مقابل نسب أقل في الرياضيات والفيزياء أما في الهندسة، فتسجل الهندسة الكيميائية أعلى مشاركة للنساء بنسبة 78% مقارنة مع 5% فقط في الهندسة الميكانيكية.
دور مبادرة جوجل في مواجهة الأزمة
تعكس مبادرة جوجل للاحتفاء بالمرأة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وعياً متزايداً بأهمية القضاء على التفاوت بين الجنسين. ويؤكد هذا الاهتمام أن المستقبل يتطلب جهوداً أكبر من أجل الاستفادة من إمكانات العنصر النسائي كاملاً لمواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية القادمة، وتطوير قطاعات STEM بصورة أكثر تكاملاً وتوازناً.
0 تعليق