صوت الشيخ مصطفى إسماعيل يتردد في رحاب مسجد الحسين والسكون يضاعف قوة الإصغاء إليه، ونبراته عالية رنانة صافية كآلة موسيقية تمسها يد عازف فنان بصير بأسرار فنه الجميل.
هكذا وصف الكاتب كمال النجمي صوت الشيخ مصطفى إسماعيل وكان ذلك في أواخر الخمسينيات، وأضاف الكاتب في كتابه (لم أكن سمعت الشيخ مصطفى إسماعيل قبل ذلك الفجر الرائع إلا من الراديو..والحقيقة أن إمتلاء قلبي بصوت الشيخ رفعت وفنه زهدنى في سماع غيره من القارئين، كما زهدنى صوت أم كلثوم وفنها في سماع غيرها من المطربات والمطربين).
من ناحية أخرى عندما بدأ الشيخ مصطفى إسماعيل خطواته نحو الشهرة، كان الشيخ رفعت أعظم قراء القرآن مازال على قيد الحياة، ولكنه كان قد تقاعد واعتزل الفن والناس، بعد احتباس صوته وعجزه عن التلاوة، وفشل الطب في علاجه.
وفى الثلاثينات قبل تقاعد الشيخ رفعت، لم يكن أحد يستمع إلى غيره، إلا في الندرة والمصادفة، فقد كان فنه في التلاوة نفحة سماوية باهرة ملأت الدنيا وشغلت الناس، وحتى القراء المشاهير في ذلك العصر ومنهم من جلس قبل الشيخ رفعت أمام ميكروفون الإذاعة ضاعت شهرته من شهرتهم، وغطى فنه على فنهم، ولم تعد أصواتهم العظيمة ترتفع إلى جوار صوته العبقري إلا على خشية واستحياء.
شهرة الشيخ مصطفى إسماعيل وجمال صوته وجودة الفن بلغت مسامع االغالبية من الناس، وأتيح له في ذلك الحين أن يجلس بين يدي الشيخ رفعت ويسمعه صوته ويعرض عليه فنه..وقال له الشيخ رفعت بلهجة تشجيع واستحسان "فتح الله عليك يابني"، وشق الشيخ مصطفى طريقه وملك ناصية الميكروفون، واستأثر بأسماع الناس في ليالى رمضان الحاشدة التي كانت تذاع من قصر عابدين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق