يُشكل قسم "المدار" في بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الثانية، المقامة حاليًا تحت عنوان "وما بينهما"، في صالة الحجاج الغربية بجدة، نافذة فريدة تستعرض العلاقة العميقة بين الحساب والإبداع عبر القارات والحضارات والعصور المختلفة.
ويسرد "المدار" قصة الأرقام في أرجاء البلدان الإسلامية، إذ يجمع بين مقتنيات تاريخية مميزة وعروض فنية معاصرة لاستكشاف وسعي الإنسان لفهم الكون من حوله، من خلال أكثر من 265 قطعة فنية مقدمة من أكثر من 30 مؤسسة شريكة تمثل ما يزيد على 20 دولة.
ويأخذ "المدار" زواره في رحلة ممتدة عبر القارات والحضارات متتبعًا مسار الأرقام والرياضيات والفلك والهندسة والتصميم، ليكشف عن الطرق المتنوعة التي حاول بها الإنسان إدراك موقعه في هذا الكون الفسيح.
أقدم أسطرلاب مؤرخ
ويحتضن قسم "المدار" أقدم أسطرلاب مؤرخ من مجموعة آل صباح يرجع إلى العصر العباسي، شكل طريقًا نافذًا للتعرف على أفلاك السماء والتأمل في عظمة الخلق الإلهي في اتساعه غير المحدود، وتساعده على قياسه ورسم معالمه، ما أتاح لهم قياس المسافات ومعرفة المواقيت.
وصمم هذا الأسطرلاب "ناستولوس" أحد أشهر صُناع الأسطرلابات في بلاط العباسيين ببغداد، وترك توقيعه مضيفًا إليه رمزًا من حروف تشير إلى عام 315 هـ.
ويُعيد "المدار" إحياء إرث علمي وثقافي زاخر بالابتكار والبحث في أسرار الكون، ويضم أقدم الأسطرلابات العباسية إلى الأسطرلاب الكروي النادر، ومن الآليات المتقنة إلى المصابيح التي أضاءت مساجد الزمن القديم.
رحلة اكتشاف مستمرة
ويعكس هذا المعرض كيف شكّلت المعرفة والإبداع مزيجًا متناغمًا في الحضارات الإسلامية.
وبينما نبحر بين هذه القطع ندرك أن رحلة الاكتشاف لم تتوقف، بل تستمر في الإلهام وإثارة الفضول لفهم أعمق لعظمة الخلق الإلهي واتساع هذا الكون المذهل.
ويحتضن "المدار" أسطرلابًا مزودًا بتقويم مُسنن يُعد أقدم آلة مُسننة كاملة في العالم، وتُدير التروس تقويمًا قمريًا نوافذ في الجزء العلوي من الخلف تعرض تغير وجوه القمر ومنازله على مدار شهر كامل، بينما تشير النوافذ السفلية إلى حركة القمر المُمثل بالنقطة الفضية والشمس المُمثلة.
وفي هذا الابتكار الآلي والزخرفة الرائعة سعى محمد بن أبي بكر إلى تجسيد الإبداع الباهر في صورة ملموسة كظاهرة مذهلة لا يمكن استيعابها بشكل كامل في تعقيدها المتناهي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق