تعيش الدراما المصرية في السنوات الأخيرة حالة من التنوع والثراء، حيث تُقدم أعمالا تلبي مختلف الأذواق الدرامية، سواء كانت شعبية أو اجتماعية أو تاريخية أو حتى خيالية. ومع ذلك، تبقى هناك تحديات وأخطاء يتعين تجاوزها. في هذا المقال، نستعرض أبرز الأعمال الدرامية لهذا الموسم، ونقيّم إيجابياتها وسلبياتها، مع تسليط الضوء على الأداء التمثيلي والإخراج وأفكار النصوص.
ما يميز هذا الموسم هو تقديم وجبة درامية متنوعة ترضي كل الأذواق، فبين الدراما الشعبية، الاجتماعية، الكوميدية، الصعيدية، والأكشن، نجد تنويعات مختلفة داخل كل نوع، مما يمنح المشاهد شعورًا بالتجديد. ورغم ذلك، تظل الدراما الشعبية هي الطاغية، ولكنها ليست خالية من التنوع.
ففي إطار العوالم الشعبية يـأتي مسلسل ولاد الشمس (تأليف: مهاب طارق، إخراج: شادي عبد السلام) ليفتح ملفًا حساسًا يتعلق بدور الأيتام واستغلال الأطفال في أنشطة إجرامية. يتميز العمل بطرحه الإنساني العميق دون الوقوع في فخ المباشرة أو الصراع الأبيض والأسود. كما أن اختيار فريق التمثيل كان موفقًا للغاية، بقيادة محمود حميدة والشباب أحمد مالك وطه دسوقي، مما أعطى العمل ثقلًا دراميًا كبيرًا.
مسلسل قلبي ومفتاحه (تأليف وإخراج: تامر محسن) يُعد تجربة مميزة لآسر ياسين، حيث يظهر في دور الشاب الطيب المغلوب على أمره وضعيف الطموح، وهو دور بعيد عن أدواره المعتادة. كذلك، تقدم مي عز الدين دورًا جديدًا عليها، مما يخلق انسجامًا واضحًا بينهما. يتناول العمل قضية الطلاق بطرح جديد، ولكنه يقدمها في إطار خفيف الظل يخفف من حدة القضايا الاجتماعية التي يناقشها. كما يتميز المسلسل بتقديمه لعالم اجتماعي متوازن بين الكومباوند والبيئة الشعبية، بعيدًا عن المبالغة.
من بين الأعمال الأكثر طزاجة هذا الموسم، يأتي مسلسل "النص" (تأليف: ورشة "مانجم"، إخراج: حسام علي)، الذي يعتمد على معالجة درامية مبتكرة لكتاب "مذكرات نشال" للكاتب أيمن عثمان، العمل يدور حول شخصية عبد العزيز النص، وهو نشال شديد المهارة يقرر التوبة والانخراط في مقاومة الاحتلال البريطاني عبر تكوين فريق من النشالين. وقد تميز العمل بديكوراته وأزيائه التي تعيدنا إلى النصف الأول من القرن العشرين، بالإضافة إلى الجهد الكبير المبذول في تحويل قصص شعبية إلى دراما حية. ومع ذلك، يعاب على العمل استخدام أحمد أمين نفس أسلوبه الكوميدي المعتاد، مما يجعل بعض المشاهد تبدو وكأنها امتداد لبرنامجه "البلاتوه".
أما إذا تحدثنا عن الإبهار البصري، فلا يمكن تجاهل الجزء الثاني من مسلسل "جودر" (تأليف: أنور عبد المغيث، إخراج: إسلام خيري). يعتبر هذا العمل من أعلى الإنتاجات في تاريخ الدراما المصرية من حيث استخدام الخدع البصرية والجرافيكس. استعاد المسلسل عوالم ألف ليلة وليلة السحرية، ولكن من بوابة الحاضر، ليقدم تجربة بصرية تنافس عالميًا، باستخدام إمكانيات وكوادر مصرية خالصة.
في مسلسل "حكيم باشا" (تأليف: محمد الشواف، إخراج: أحمد خالد أمين)، يخوض مصطفى شعبان تجربة الدراما الصعيدية لأول مرة عبر موضوع تجارة الآثار، ورغم أن هذا الموضوع تم تناوله مرارًا، يُحسب لشعبان محاولته الخروج من عوالمه المعتادة وتجربة موضوعات جديدة. ومع ذلك، يعاب على العمل الحوار المسجوع الذي يصر عليه المؤلف، مما قد يُثقل الإيقاع أحيانًا. كما أن الشخصيات تظل محصورة في إطار الصراع المباشر بين البطل وبطل الضد، دون تعقيد درامي كافٍ.
رغم أن بعض الأعمال اختارت اللعب في المساحات الآمنة أو الموضوعات المكررة، فإن التنفيذ الجيد رفع من جودتها بشكل ملحوظ. فحتى الأعمال التي قرر أبطالها عدم المخاطرة، نجحت في تقديم محتوى مقبول وممتع للمشاهد.
ما يميز هذا الموسم هو التنوع والجرأة في طرق موضوعات جديدة، سواء كانت مستوحاة من التاريخ أو الواقع المعاصر. ومع ذلك، تبقى هناك مساحات تحتاج إلى تحسين، مثل تطوير الحوارات وتجنب التكرار في الأداء التمثيلي. كما أن بعض الأعمال وقعت في فخ الاعتماد على نجاحات سابقة دون تقديم إضافات حقيقية.
وفي النهاية، يمكن القول إن الدراما المصرية تعيش حالة من النضج التدريجي، حيث تسعى للتجديد مع الحفاظ على هويتها. وبين الجرأة في الطرح والجودة الإنتاجية، تبقى هناك مساحة كبيرة للتطور والإبداع.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق