ماجدة خير الله تكتب: الأشرار فى الواقع وعلى الشاشة - شبكة أطلس سبورت

0 تعليق ارسل طباعة

لا زلنا فى الزمن الذى يمكن لأى شخص أن يقدم بلاغا لوزير الداخلية يتهم الدراما بإفساد المجتمع! ويستشهد ببعض الشخصيات الشريرة التى تتناولها بعض المسلسلات! ولا أعرف لماذا توجه صاحب البلاغ مباشرة إلى وزير الداخلية فهل يعتقد أن بلاغه سوف يؤدى إلى القاء القبض على كل مبدعى الدراما بداية من الكتاب والمخرجين والممثلين وجهات الإنتاج أيضا؟ وهذا يحيلنا إلى فكرة الوصاية على خلق الله، وتجاهل عنصر الإرادة فالمنطق يقول إن لكل إنسان إرادة وحق اختيار نوع الفنون التى يفضلها أما الذى ينزعج من عمل فنى ما ببساطة يستطيع تجاهله وعدم متابعته! والحقيقة أن بعض الناس أو فلنقل معظمهم لا يفرقون بين ما يحدث فى الواقع وما يحدث على الشاشة، وفن الدراما مثلا قد يستلهم بعض أحداثه من الواقع، ولكنه لا يقدم الواقع بحذافيره فخيال المبدع يتدخل لإعادة صياغة الواقع، وأحيانا لا يصل خيال المبدع لبشاعة الواقع وقسوته، فالصراعات والمكائد التى تقدم على الشاشة لم تصل أبدا لأن يقوم رجل بالغ باغتصاب طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها فى أحد المساجد وفى نهار رمضان! الغريب أن مقدم البلاغ لوزير الداخلية لم يزعجه هذا الحادث البشع الذى حدث فعلا وفكر أن يشغل وزارة الداخلية كلها بما يحدث على الشاشة!

وبمناسبة الشرور التى تتضمنها بعض مسلسلات رمضان، ويتبارى فى تقديمها مجموعة من الفنانين بعضهم لا يزال أسيرا لأداء نمطى مفتعل  لا يدل إلا على ضعف موهبة وتوقف صاحبها "رجلا كان أو امرأة" عن تطوير أدواته فأصبح أداؤه لشخصية الشرير يثير السخرية، وليس الإعجاب، وأفضل نموذج للشرير العصرى هو ما يقدمه بحرفنة ومتعة محمود حميدة فى مسلسل ولاد الشمس، وسوف يصبح بابا ماجد النموذج الأمثل والمرجعية لأى فنان يُفكر فى أداء شخصية الشرير فى أعمال قادمة، كما كان أداء آل باتشينو فى الأب الروحى ملهما لكثير من شباب الممثلين فى العالم، بابا ماجد يبتسم بملامح طيبة وهو يدبر لمقتل أحد أبناء دار الأيتام "قطايف" أو معتز هشام، هذا الشاب الذى تربى فى الدار طفلا ثم شابا بريئا مسالما، لم يتردد بابا ماجد فى قتله ثم البكاء عليه والمشاركة فى جنازته، وهو يبكى ملتاعاً، وهو مشهد يفوق ما قدمه زكى رستم فى رصيف نمرة خمسة، حيث كانت ملامحه تشى فى كل لحظة بإدانته!أما محمود حميدة فصعب أن تقرأ نواياه ومشهده مع عبيد "مينا أبو الدهب"بعد أن حاول قتله فى فراشه، يحبس الأنفاس، هل ينتقم ماجد على الفور ويقتل عبيد، أم يُرجئ مُعاقبته بعد أن يستفيد من شعوره بتأنيب الضمير، ويدفعه لخيانة أصدقائه بالدار؟ حميدة أحد أهم عناصر القوة فى مسلسل جميل منح فرص التألق والإبداع لكل من طه دسوقى وأحمد مالك ولاد الشمس تأليف مهاب طارق وإخراج شادى عبد السلام.

نموذج آخر للشر يقدمه بسلاسة "دياب" فى قلبى ومفتاحه للمخرج تامر محسن، فهو من بيئة شعبية، تظهر رغم ثرائه فى كل تصرفاته وهيأته يشبه المقولة التى تُطلق على معظم المصريين "متدين بطبعه"، حريص على الصلاة ويخاف من الحرام، ويقتل ويدفع الديه، ولا يتورع عن إيذاء من يخالف أمره أو يقف ندا له، يريد أن يمتلك رقاب من يوقعهم القدر تحت قبضته، فى ظنى أن أسعد "دياب" لم يحب إلا ذاته وعلاقته بمطلقته بميار"مى عز الدين"ليست حبا، ولكن رغبه فى الإستحواذ وعدم التفريط فى شىء كان يملكه، اسلوب دياب فى اداء الشر،يبعد عن التشنج الدائم والصراخ وجحوظ العينين وانتفاخ عروق الرقبة كما يفعل كثير من الممثلين للتعبير عن الشر، إنه رجل بلا حكمه بدائي المشاعر ،لايطيق ان يرفض الوقوع فى قبضته، تتغير ملامحه فى لحظه لمجرد ان يخبره "محمد عزت" آسر ياسين رغبته فى عدم استمراره فى العمل!! رغبه عاديه لا تسبب له ضررا ومع ذلك لا يتورع عن ايذائه وتلفيق التهم له لمجرد انه عبر عن رغبته فى عدم استمرار العمل معه! طبعا يتوقع المشاهد حجم المصائب التى سوف تقع على راس آسر ياسين عندما يكتشف اسعد ان طليقته التى يسعى لاستعادتها على علاقه بمحمد عزت!

الأحداث فى مسلسل قلبي ومفتاحه تزداد سخونة مع كل حلقه والتكهنات تزيد الأمر إثاره وترقب!

 

شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق