هيمنة الصين على الذهب وسط تراجع الدولار بفعل سياسات ترامب

توجهت أنظار المستثمرين وأسواق المال العالمية مجددًا نحو الذهب، بعد أن شهد الدولار الأمريكي تراجعات حادة بسبب قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات. وقد أثارت هذه الخطوة مخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية، مما دفع كل من الصين والمستثمرين إلى البحث عن الذهب كملاذ آمن وسط تصاعد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي والسياسات التجارية.
الدولار الأمريكي يتراجع مع صعود الذهب
منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير 2025، شهد الدولار الأمريكي تقلبات ملحوظة نتيجة للسياسات التجارية والاقتصادية التي اعتمدتها الإدارة.
أداء الدولار في الربع الأول من عام 2025
في بداية عام 2025، واصل الدولار الأمريكي تحقيق مكاسب، حيث ارتفع مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 7% مدعومًا بنمو اقتصادي أمريكي قوي وسياسات نقدية مشددة. في فبراير 2025، بلغ الدولار مستويات لم يشهدها منذ عام 2022، مما عزز المكاسب مقارنة بالاقتصادات المتقدمة الأخرى.
أثر الرسوم الجمركية على أداء الدولار
في أبريل 2025، فرض ترامب رسومًا جمركية جديدة على بعض الشركاء التجاريين الرئيسيين، مما أدى إلى اضطرابات في الأسواق المالية العالمية. هذا الإجراء أدى إلى تراجع كبير في قيمة الدولار، حيث انخفض بنسبة 1.7% في يوم واحد، وهو أكبر تراجع يومي منذ عام 2022، مما أثار تساؤلات حول استقراره كعملة ملاذ آمن.
ردود الفعل الدولية والتوترات التجارية
قد أثارت هذه السياسات ردود فعل قوية من الشركاء التجاريين لأمريكا، حيث قامت الصين برد فعل انتقامي بفرض رسوم بنسبة 34% على الواردات الأمريكية، مما أدى إلى زيادة التوترات في الأسواق المالية. كما أبدت دول أوروبية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا قلقها من الآثار السلبية المحتملة على اقتصادها.
توقعات المستثمرين والأسواق
وسط هذه التطورات، زادت المخاوف من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا حادًا، حيث انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 4.8%، مما يعكس قلق المستثمرين من الآثار السلبية للرسوم الجمركية على النمو الاقتصادي.
وجهة نظر المستثمرين نحو الذهب
مع تصاعد التوترات التجارية العالمية نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، اتجه المستثمرون نحو الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية. في 31 مارس 2025، تجاوز سعر الذهب مستوى 3,100 دولار للأونصة للمرة الأولى، مدعومًا بمخاوف المستثمرين من تأثير الرسوم على الاقتصاد العالمي.
في الصين، ارتفع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، حيث سعى المستثمرون لحماية أصولهم من التقلبات الناجمة عن الحرب التجارية. كما شهدت الأسواق الصينية زيادة في علاوة سعر الذهب، مما يدل على زيادة إقبال المستثمرين على المعدن الثمين.
تشير توقعات المحللين إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال عام 2025. وقد قامت كل من جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا برفع تقديراتهما لأسعار الذهب، حيث يتوقع جولدمان ساكس أن يصل السعر إلى 3,300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام، استنادًا إلى زيادة الطلب من المستثمرين والبنوك المركزية.